وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة ومن رباط الخيل

0

وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة ومن رباط الخيل

كانت الخيول في السابق هي وسيلة المواصلات الأسرع للتنقل بين الأماكن والبلاد لذا تعلمها أجدادنا الأولين بكل سهولة لأنها كانت ضرورة من ضروريات الحياة إلى جانب استخدامه في الحروب حيث يمتطيه الفارس فيصبح أعلى من المشاه ويستطيع التحكم في سيفه نحو من يشاء، ولكن أصبح الأمر مختلفًا تمامًا الآن وذلك بعد ظهور وسائل المواصلات المختلفة التي تفوق سرعة الخيل بمراحل كثيرة، ولكن هل معنى ذلك أن نتوقف عن تعلم ركوب الخيل لأنه لم يعد له قيمة وفائدة كبرى، هذا ما سنعرفه بعد شرح معنى وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة ومن رباط الخيل.

وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة ومن رباط الخيل

يقول الله عز وجل في سورة الأنفال في الآية رقم 60 “وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُون”  وتفسير ذلك أن الله عز وجل أمر المسلمين بتجهيز العتاد من أجل مواجهة أعداء الله وقد كان يسيرًا على الله أن يغلب المسلمون الكفار بحفنة من التراب فهو القادر على كل شيء ولكن أراد الله أن يعلم المسلمين ضرورة الإعداد لكافة أمور حياتهم وأن الشيء لا يأتي عبثًا ولكن بالإعداد والتجهيز

وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة ومن رباط الخيل

تفسير وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة ومن رباط الخيل

وفيما يتعلق بتفسير الآية الكريمة فهناك الكثير من الأحاديث النبوية التي تفسر تلك الآية وتشير إلى أهمية تعلم الرماية وركوب الخيل ومنها ما يلي:

  • سمع عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اعتلى المنبر وقال “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي” وفيها ذلك إشارة إلى أهمية تعلم الرمي بالسهام
  • روى عقبة بن عامر أيضًا أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” ستفتح عليكم أرضون ويكفيكم الله فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه”
  • وفي حديث آخر ” كل شيء يلهو به الرجل باطل إلا رميه بقوسه وتأديبه فرسه وملاعبته أهله فإنه من الحق” والذي يعني أن كل شيء يتلهى به الإنسان لن يفيده سواء عاجلًا أو آجلاً إلا تعلم الرمي بالقوس والسهام وتأديب الخيل

أحاديث شريفة عن أهمية تعلم رباط الخيل وركوبها

لقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بأهمية تعلم ركوب الخيل وتأديبها من خلال تعلم ربطها بشكل صحيح للعدو وهو ما يقصد به ” رباط الخيل” فقد قال مكحول بن عبد الله ” تلوم على ربط الجياد وحبسها وأوصى بها الله النبي محمدا”. وهناك الكثير من الأحاديث النبوية التي تشير إلى أهمية الخيل وعلو مكانتها ومنها ما يلي:

  1. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الخيل ثلاثة لرجل أجر ولرجل ستر ولرجل وزر الحديث”
  2. وقد سُأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أي الرقاب أفضل فرد قائلًا ” أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها”
  3. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” خير الخيل الأدهم الأقرح الأرثم ثم الأقرح المحجل طلق اليمين فإن لم يكن أدهم فكميت على هذه الشية”

فوائد رياضة ركوب الخيل

نعرف أن عمر بن الخطاب قال “علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل” وذلك في إشارة إلى أهمية وفوائد تلك الرياضات، ومن فوائد تعلم ركوب الخيل والفروسية ما يلي:

  • تزيد رياضة ركوب الخيل من ثقة الشخص في نفسه لأنه يمتطي الجواد شامخًا فلا يستجيب الخيل له إذا كان مهتزًا أو خائفًا
  • يساعد ركوب الخيل على زيادة مرونة العضلات حيث أن الجسم يستخدم بعض العضلات أثناء الرياضة مثثل عضلات الفخذين، كما تساعد عملية ركوب الخيل والنزول من عليها في زيادة مرونة الجسم بشكل عام
  • واحدة من الرياضات التي تساعد في حرق الدهون في منطقة الأرداف والبطن، كما تساعد في تحسين عملية الهضم في المعدة
  • ينصح بركوب الخيل لمن يعاني من بعض المشكلات الموجودة في المفاصل إلى جانب مشكلات الجلطات في بعض المناطق والعمود الفقري
  • تساعد رياضة ركوب الخيل في تصيح وضع الجسم واستقامة العمود الفقري وحركة الظهر حتى بعد النزول من على الخيل
  • أثبتت بعض الدراسات أن الخيول قادرة على تحسين الصحة العقلية للإنسان حيث تتفاعل الخيول مع عواطف الإنسان لتعالج بعض الأمراض النفسية مثل التوحد وتقليل مستويات التوتر
  • يُنصح بممارسة ركوب الخيل لمن يعاني من أية مشكلات في الدورة الدموية حيث تساعد على تنشيطها إلى جانب قدرتها على مساعدة الإنسان في الحفاظ على توازنه
  • تساعد على تقوية عضلة القلب والشرايين كما تسهم في علاج من يعانون من الشلل الدماغي وغيرها من الفوائد

وفي النهاية نرى أهمية ركوب الخيل فقد كان يكفي أن يقول الله عز وجل “واعدوا لهم ما استطعتم من قوة” ولكن نظرًا لأهمية ركوب الخيل والرماية فقد خصص الله عز وجل هذين الأمرين في الآية الكريمة

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.