قصة مقبرة الكلاب بأغلى نادي في مصر، الوفاء من أعظم الأخلاق والفضائل التي يمكن أن يتحلى بها الإنسان حيث يمكنه الحفاظ على وده بجميع معارفه بسبب تلك الصفة ولكن للأسف أصبحنا في عصر الأنا بدرجة كبيرة، فكل شخص يبحث عن مصلحته وفقط ولا يلتفت وراءه للعلاقات الإنسانية أو الروابط والمواقف الطيبة التي جمعته بأشخاص طيبة، مما جعل الكثير يبحثون عن الوفاء في الحيوانات ليتخذوها أقرب الأقرباء لهم ليعوضوا ما فقوده من البشر. ونجد أن الكلاب هي أكثر الحيوانات التي اتسمت بالوفاء لذا أصبح هناك إقبال كبير على شراء جميع فصائل الكلاب وتربيتها والعناية بها تمامًا كأنها فرد من أفراد الأسرة، ونحن الآن بصدد الحديث عن قصة مقبرة الكلاب بأغلى نادي في مصر.
قصة مقبرة الكلاب بأغلى نادي في مصر
لا تنتدهش حين سماع مقولة أن هناك مقبرة للكلاب داخل نادي الجزيرة الشهير في مصر الذي يقع إلى جانب النادي الأهلي على كورنيش النيل في القاهرة بجوار اتحاد الكرة أيضًا، وبمجرد دخولك إلى النادي وبعد دقائق معدودة تجد نفسك واقفًا أمام العديد من شواهد الكلاب المدفونة داخل مقبرة مخصصة لهم في النادي، وتجدي تلك المقبرة محاطة بأغلى أنواع الأشجار وأندرها من جميع أنحاء العالم إلى جانب أسوار ملاعب الغولف التي يرتادها أفراد العائلات الارستقراطية لممارستها. وتبلغ مساحة تلك المقبرة أكثر من مائتي متر مربع مخصصة لدفن كلاب أعضاء نادي الجزيرة ولكن لابد من إحضار إذن دفن من رئيس النادي نفسه
تاريخ مقبرة الكلاب في نادي الجزيرة
تعود فكرة مقبرة الكلاب الموجودة داخل نادي الجزيرة إلى فترة الاحتلال البريطاني في مصر وما كان يقوم به الأمراء الإنجليز كتقليد موجود في بلادهم بدفن الكلاب داخل مقبرة موجودة داخل النوادي الخاصة بهم، وقد تأسس نادي الجزيرة في عام 1882م ليوفر بعدها بسنوات قليلة إمكانية دفن الكلاب داخل مقبرة في مكان مخصص لها بالنادي لينفرد بهذا التقليد بين نوادي مصر الشهيرة الأخرى. وقد كان الأمراء الإنجليز والأثرياء يأتون بصحبة كلابهم في السابق إلى النادي من أجل تمشيتهم والترويح عنهم ثم أصبح لديهم الرغبة في تكريمهم بعد وفاتهم لشدة إخلاصهم لهم وذلك بدفنه في نفس المكان الذي كانوا يأتون معهم إليه، واستمر هذا التقليد حتى يومنا هذا بين غالبية أعضاء النادي
مسؤول الدفن في مقبرة الكلاب في نادي الجزيرة
من المعروف أن دفن الكلاب لا يتم بطريقة عشوائية داخل مقبرة الكلاب في نادي الجزيرة وإنما هناك شخص مسؤول عن الدفن، وقد كان في السابق هو عم طلبة والذي واصل مهنته لمدة خمس وعشرون عامًا حتى جاء خلفًا له “حسب الله محمد” والذي يشتهر باسم “روسيا” والذي يشير إلى أن تلك المقبرة مخصصة لكلاب أعضاء النادي فقط ولا يسمح لغيرهم بدفن كلابهم فيها، ويتكفل صاحب الكلب بالقيام بجميع الأمور اللازمة للدفن وكذلك بالتكاليف اللازمة لذلك، كما ينبغي الحصول على تصريح دفن من رئيس النادي نفسه “المهندس عمرو الجزارين”. وقد صرح حسب الله أن المقبرة تحتوي على أغلى فصائل الكلاب في العالم وأن أصحاب تلك الكلاب يأتون لزيارتهم ودفنهم ويبكون بحرقة عليهم لأنهم وجدوا فيهم الحب والوفاء
شواهد قبور الكلاب في نادي الجزيرة
بمجرد وقوفك أمام مقبرة الكلاب في نادي الجزيرة ستشعر بالدهشة بسبب ما ستقرأه على شواهد القبور التي تعبر عن مدى حب أصحاب تلك الكلاب لهم وارتباطهم بها لدرجة تفوق حب البشر لبعضهم، ومن بين تلك الشواهد “الحبيب الغالي … دراك”، سأظل أحبك طول العمر.. سأفتقدك”، “أرقد في سلام ياميشو… معنا دائمًا في قلوبنا”، ” بدون وعي، بدون فهم، تغرب شمسك، ترحل في ذهول، في صمت مؤلم جريح، تختنق المشاعر، لكن الحقيقة أصعب مما تقال، فوجع رحيلك عظيما، كان أثقل من أن يتحمله البكاء، حبيبي، سيظل قلبي يبكيك حتى نلتقي”
اشتراك نادي الجزيرة وشروط العضوية
يعتبر نادي الجزيرة واحد من أقدم نوادي مصر وأعرقها والذي تم تأسيسه عام 1882م فقد كان يسمى في البداية بنادي الخديوي قبل تغيير اسمه لنادي الجزيرة في عام 1914م، ويقع المقر الرئيسي للنادي في منطقة الزمالك بالقاهرة في 15 شارع سراي الجزيرة، كما يوجد فرع بمدينة 6 أكتوبر يحق لأعضاء النادي الأصلي دخوله والاستفادة بمنشآته. أما بالنسبة لقيمة الاشتراك في نادي الجزيرة فتبلغ اثنان مليون جنية مصري في الفرع الرئيسي أي نحو مائة ألف دولار كما ينبغي اجتياز المقابلة الشخصية التي يحددها إدارة أعضاء النادي. وقدد حدد النادي بعض الشروط العامة لقبول العضوية ومنها:
- أن لا يقل عمر المتقدم للحصول على العضوية عن 21 عاما
- أن يقوم بسداد كافة الالتزامات المالية التي تطلبها إدارة النادي منه كاش في الوقت المحدد
- أن يكون حاملًا لمؤهل جامعي أو ما يعادله من الدرجات العلمية
- أن لا يكون صادر ضده أي أحكام جنائية نهائية أو يكون متهمًا بجنحة مخلة بالشرف والأمانة
- أن لا يكون من الأشخاص الممنوعين من ممارسة حقوقهم السياسية والمدنية
- أن لا يكون قد سقطت عضويته قبل ذلك أو فُصل من أحد الهيئات والأندية الرياضية بسبب أمور تتعلق بالشرف والأمانة
- أن يتمكن الشخص من النجاح في المقابلة الشخصية
وبذلك نكون رأينا أن هناك من الحب والوفاء بين الإنساء والحيوان ما يجعله يصر على دفنه في أغلى نادي في بلده وذلك تكريمًا لإخلاصه له طوال حياته
