إغسل حافرها واشرب_مائه

0

إغسل حافرها وإشرب_مائه

في صيف 1815م هاجم خيالة الدروز فريقا من البدو في حوران، وطاردوهم إلي مخيمهم حيث هاجمتهم قوة أكبر منهم فقتلوهم كلهم عن بكرتهم إلا واحدا منهم فر علي ظهر فرسه وقد لحق به عدد من أمهر خيالتهم،

لكن فرسه رغم التعب الشديد مضت في عدوها عدة ساعات ولم يستطع أي واحدا منهم اللحاق به، وقبل أن ينتهي متعقبوه من مطاردتهم له نادوه من بعيد واعدين إياه الحماية و الأمان وراجين منه أن يسمح لهم بتقبيل جبهة فرسه الممتازة ولما رفض، امتنعوا عن مطاردته بعد أن انهكهم التعب واعترافا بفضل تلك الفرس صاحوا بصاحبها قبل أن يتوارى عن ناظرهم قائلين له “يا هذا رح فأغسل حوافر فرسك و أشرب مائها”. ويستعمل البدو هذا التعبير لإظهار حبهم العظيم لمثل تلك الفرس وتقديرهم لما تقوم به.

المصدر : من كتاب (حديث الرحالة السويسري جوهان لودفيج بوركهارت عن الخيل العربية) الذي دون زيارته لجزيرة العرب ما بين عامي ١٨١٢ و ١٨١٦.

من الممكن جدا أن كان بين خيول المطاردين ما هو أكثر جمالا و بهاء من فرس المطارد، أليس كذلك ؟!

لكنهم أمنوه و عاهدوه ان يخلو سبيله مقابل أن ينظروا لفرسه عن قرب، بالطبع ليس ذلك لتقعر أنفها وطول رقبتها أو جمال مشوالها. ولكن لما أبدت من جلد وصبر وقت احتياجها.

بالطبع لو كانت فرس المطارد جميلة ايضا لكان ذلك أقرب للكمال، والكمال لله وحده.

الجمال هو معيار من معايير اخري إذا اجتمع معها أكملها واذا انفرد بدونها لا اثمن و لا أغني.

هكذا كانت تقييم.
فلا تبتدعوا فتضلوا

إغسل حافرها واشرب_مائه

دكتور محمود شعلان

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.